Zerstörung-Pilgerstätte-im-Süden

   صدم العالم  بإرهاب وحقد “الدولة الاسلامية في العراق والشام” ( داعش) ضد الإنسان والحضارة الإنسانية، من خلال تدميره للآثار و تراث الحضارات السابقة  للإسلام. على امتداد التاريخ تعرض التراث الثقافي والإنساني إلى الكثير من عمليات الإبادة والتدمير الشامل، لأسباب مختلفة وضمن سياقات متعددة، ولكن تبقى النتيجة واحدة وهي أن البشرية خسرت جزءا مهماً من ذاكرتها الحضارية وإرثها الإبداعي .

 طالبان  تدمر تماثيل بوذا

في عام 1998 دمرت طالبان رؤوس تماثيل بوذا الضخمة في وسط أفغانستان بحجة أنها أصنام مخالفة لشرع الله، ثم قام عناصر التنظيم في مارس 2001 بتدمير التماثيل تماما وتسويتها بالأرض، من خلال تفجيرها بالألغام.

بقلم عزت كمو الدناني
بقلم عزت كمو الدناني

دولة الاسلام “داعش” في العراق

تمثال أبو تمام: تعرض تمثال صاحب ديوان “الحماسة” للتدمير في يونيو 2014، بعد أيام فقط من سيطرة التنظيم على الموصل.

الكنيسة الخضراء: تعرضت للتدمير في عام 2014، وهي كنيسة كبيرة يعود تاريخها إلى ما قبل 1300 عام، وتقع في تكريت كبرى مدن محافظة صلاح الدين شمالي بغداد.

مكتبة الموصل: اجتاح مسلحو تنظيم داعش المكتبة المركزية في الموصل، شمالي العراق، بداية عام 2015، وحرقوا عدد كبير من الكتب التاريخية.

قلعة تلعفر: تداولت مواقع التواصل الاجتماعي صورا في يناير 2015 تظهر ضررا كبيرا في جدران قلعة تلعفر، غربي الموصل، والخاضعة لسيطرة “داعش”.

متحف الموصل: في فبراير 2015 دمر مسلحون من تنظيم ( داعش) الآثار الآشورية التاريخية في متحف الموصل

مدينة الحضر: في مارس 2015 ذكرت وزارة السياحة والآثار العراقية أن متشددي تنظيم الدولة دمروا أطلال مدينة الحضر الأثرية شمالي العراق

نمرود: تعرضت مدينة نمرود الأثرية لـ”تجريف” في مارس 2015 من قبل داعش، باستخدام جرافات وآليات، فيما اعتبرته اليونيسكو “جريمة حرب”.

مرقد النبي يونس: في 24 يوليو 2015، سوى اوباش دولة الاسلامية في العراق والشام مرقد النبي يونس بالأرض. وقد فخخوا المرقد وقاموا بنسفه بالكامل أمام جمع من الناس..

مراقد  و مزارات الايزيدين  في جبل سنجار: في 14  سبتمبر  2014، سوى عناصر التنظيم  مزارات  تابعة للايزيدين بالأرض. وقد فخخوا المرقد وقاموا بنسفه بالكامل  بعد ان قاموا  بقتل الرجال وسبي النساء والاطفال ونهب الممتلكات  وتهجير جميع اهالي المنطقة .

مسرح تدمر الروماني الذي بني قبل ألفي عام تحول في مايو 2015 من معلم أثري ذو شهرة عالمية إلى ساحة يقتل فيها تنظيم داعش المتطرف أسراه بعد أن فرض سيطرته على المدينة الأثرية.

أضرحة دينية: فجر تنظيم الدولة “داعش” مقامين دينيين بمدينة تدمر الأثرية، في يونيو 2015،  و مزار العلامة التدمري أبو بهاء الدين.

دير “مار إليان الناسك”: دمر تنظيم الدولة دير “مار إليان الناسك” في مدينة القريتين بمحافظة حمص وسط سوريا في أغسطس      2015 .

معبد بعل شمين: فجر تنظيم الدولة المتطرف المعبد الشهير في مدينة تدمر، في أغسطس 2015.

     لا غرابة في كلّ ما يحدث من قبل داعش في أرض العرب والإسلام، طالما أن التلميدذ يتعلم على مقاعد الدراسة، منذ سنواته الأولى، على شرعية غزو الآخر وفتح الآخر وسبي نساء الآخر، ومصادرة أموال الآخر. يتم إقناع التلميذ المسلم العربي الصغير منذ السنوات الاولى للتعليم في حصص التاريخ أن الغزو الاسلامي العربي كان فتحا و أن سكان الأراضي الممتدة من العراق إلى المغرب كانت تسبح في بحر من الجهل و الظلمات. فجاء الفاتحون من جزيرة العرب . صحابة الرسول الكريم. سيد الخلق. فانقشعت ظلمات الجهل و خرجوا من عتمة الوثنية إلى نور الإسلام .. دين الحق. ……..

قلة من الشباب المسلم  في كوردستان  يعرف حقا عظمة ميزوبوتاميا والشعب الخالدي والدولة الميدية والاشورية بإعتبارها  اولى الحضارات على وجه الارض، أما تطبيق “الشريعة الاسلامية” في  أرض الفتوحات (وبينها كوردستان) فليس أكثر من عملية  ذر الرماد في العيون.

الشباب العراقي بالكاد يعرف شذرات معلومات عن الحضارة السومرية مخترعة الكتابة و العجلة . و الحضارة البابلية بانية الحدائق المعلقة وصاحبة اولى القوانين على الارض  و الحضارة الأشورية التي لا تقهر . فالعراق جمهورية “عربية  اسلامية” إلى قيام الساعة ، لذا  نمشي عكس عقارب الساعة .

الشباب السوري و اللبناني و الفلسطيني . سليل الكنعانيين و الفينقيين و الآراميين و السريان ينسب نفسه إلى العرب . فسورية” عربية” و لبنان “مهد النهضة العربية” و فلسطين” فخر العرب و العروبة” .

إذن تدمر و صور و غزة و بيت لحم و صيدا عربية قحطانية عدنانية ‏..‎ وياللسخرية !!!

الشباب في مصر ام الدنيا لا يعرف شيئا عن الماضي المجيد لأجداده الفراعنة بناة الاهرام والأقصر و أجداده الإغريق بناة الإسكندرية ، فمصر جمهورية ” عربية اسلامية اخوانية ازهرية ” هي أرض الكنانة و مهد القومية العربية،  تبا للقدر !!!

قلة من الشباب قي المغرب و تونس و الجزائر و ليبيا يعرف حقا عظمة الماضي الأمازيغي و الفينيقي و الروماني و البيزنطي لشمال إفريقيا  فقد تم تلقينه أن المغرب ” عربي ” يالسخرية تبا للقدر!!!!!!

محاربة الدواعش و دعاة القومجية تبدأ من المدرسة، من حصص التاريخ.والتربيتين القومية والدينية.

مصالحة الشباب مع تاريخه ” الوثني” المجيد هي ضرورة حياتية لوقف هذا الطاعون الزاحف باسم الدين.

على الكوردي و الفارسي و المغربي والسوري  و المصري و العراقي و اللبناني ان يعرف ان اجداده كانوا بناة حضارة . انهم كانوا يحبون الحياة و يعشقون الجمال و يقدسون المراة ، و ان السلف الصالح هم نبوخذنصر و كيلكامش و حامورابي و عليسة و حنبعل و ماغون و حنون و أميلكار و سبتيموس سيفيروس و ماسينيسا و رمسيس الثاني و تحوتمس الثالث و الإسكندر الاكبر …..

لا خالد إبن الوليد و لا لعقبة ابن نافع ولا لعمر ابن العاص و لا للقعقاع و لا للبعباع ولا لكلّ من دخل أرض الحضارات بإسم “الفتوحات” التي هي في حقيقتها مجرّد “غلق” للحضارة و”غلق” لكل ما يتعلق بتقدم الإنسان والبشرية بصلة.