بدافع الغيرة على الإيزيدياتي وإنقاذ ما يمكن إنقاذه وتدويل القضية الإيزيدية ونشرها عراقياً وكردستانياً ودولياً، قررنا ك”قوة حماية شنكال” المشاركة في “مؤتمر الإبادة الجماعية والتطهير العرقي ومستقبلUnbenannt-1 الإيزيديين والمسيحيين في العراق”، وذلك بناءً على دعوة رسمية من اللجنة التحضيرية للمؤتمر. لا نخفي على الرأي العام الإيزيدي والكردي، بأنّنا لم نتلقّ أية أوراق رسمية بخصوص برنامج المؤتمر وأجنداته، لكننا قررنا المشاركة بدافع الثقة بالآخر، وبقضية شعبنا، وبأنفسنا كقوة عسكرية حسمت أمرها للدفاع عن شنكال والإيزيديين وأرضهم ومقدساتهم ووجودهم حتى آخر نقطة دم. لكنّ “طريق السياسة ليس طريقاً مستقيماً”، كما قيل، إذ اصطُدِمنا في اللحظة الأولى من حضورنا بأمور ومواقف والتباسات وتخبطات لا تليق بمؤتمر يُعقد تحت هذا الإسم، ما دفعنا إلى وضع الكثير من إشارات الإستفهام على المؤتمر وأجنداته، وإتخاذ موقف جدي وحاسم منه.

مشاركتنا في المؤتمر جاءت بدافع وطني وإنساني خالص، لنثبت للجميع أنّ الإيزيديين هم جزء أساسي وأصيل من العراق بعامة وكردستان بخاصة، لكن هذا لا يعني القفز فوق الحقيقة الإيزيدية، وحقيقة الإيزيديين وحقوقهم المشروعة، بإعتبارهم أصلاء مرّتين: مرة كعراقيين أصلاء، وأخرى كأكراد أصلاء.

تفاجأنا في الأول من المؤتمر بأنّ دور الإيزيديين فيه لا يتجاوز أكثر من كونهم “ديكوراً” أو “واجهة برّاقة” لتجميل صورة المؤتمر وأهله، للإيحاء للرأي العام، كما يقول إسمه، بأنه فعلاً “مؤتمر” لرفع قضية “جينوسايد الإيزيديين”، لكنّ الحقيقة تبينت، بحسب مشاهدتنا ومتابعتنا، أنّ المؤتمر كان بعكس ذلك، فتقديم إسم الإيزيديين على المسحيين (مع جلّ احترامنا وتقديرنا الشديدين لهذا المكون العراقي والكردستاني الأصيل وتضحياته)، ما كان إلا بدافع لفت أنظار الرأي العام وتهويمه، وخلط الحابل الإيزيدي بنابله.

نحن في الوقت الذي نقدّر التاريخ المشترك، والجغرافيا المشتركة، والمصير المشترك للإيزيديين والمسيحيين بخاصة والأقليات العراقية والكردستانية الأخرى، كالشبك والفيليين والكاكائيين بعامة، بإعتبارها مكونات عراقية وكردستانية مهددة عن بكرة أبيها، إلا أننا نرفض تسخير معاناة هذه المكونات وجنيوسايداتها لأجندات سياسية غامضة، بهدف التشويش على الرأي العام، واستغلال قضاياهم العادلة لأجل أجندات حزبية وشخصية مصلحية ضيقة.

عليه نودّ أن نوضح الرأي العام بأننا قررنا الإنسحاب من هذا المؤتمر، للأسباب التالية:

أولاً، تهميش دور الإيزيديين والشخصيات الإيزيدية الفاعلة، وعدم إيلاء الإهتمام الكافي بالقضية الإيزيدية، بإعتبار أنّ الإيزيديين هم المتضررون الأساسيون من إرهاب داعش على العراق والمنطقة، مع احترامنا الشديد لتضحيات المكونات الأخرى وعلى رأسها الأخوة المسيحيين، الذين نعتبرهم أخوة لنا في المصير والتاريخ والوجود على هذه الأرض التي نتشارك فيها منذ آلاف السنين.

ثانياً، بروز نوع مما يمكن تسميته ب”الفتنة” بين الإيزيديين والمسيحيين، عبر إبراز دور القضية المسيحية على القضية الإيزيدية، وكأننا أمام “منافسة” على دور اللاعب الأكبر ك”ضحية”. من جهتنا نرى أنّ كلانا، نحن والأخوة المسيحيين ضحية لإرهاب واحد، وأجندات شوفينية وإقصائية وطائفية واحدة، وما يضيريهم يضيرنا، وما يؤلمهم يؤلمنا، والعكس أيضاً صحيح. عليه ارتأينا عدم الدخول في هكذا منافسة “غير شريفة”، قد تضرّ بقضية شعبينا ووجودَينا كمكوّنين عراقيين وكردستانيين أصيلين. وتلك كانت رسالتنا أيضاً إلى حبر الفاتيكان الأعظم البابا فرانسيسكو أيضاً، أثناء مشاركتنا في الوفد الإيزيدي، بداية كانون الثاني الماضي.

ثالثاً، طغيان الطابع الحزبي الضيق، لحزب بعينه، من خلال إدارة بعض المحسوبين عليه لجلسات المؤتمر، والمعروفين بتبعيتهم الحزبية المطلقة.

رابعاً، تهميش دور المقاومة الإيزيدية، ممثلةً ب”قوة حماية شنكال”، بإعتبارها القوة الوحيدة التي دافعت عن شرف الإيزيديين وعرضهم وأرضهم وكرامتهم، في أحلك الظروف وأشدها، وذلك بعد إنسحاب البيشمركة وكامل منظومة الدفاع الكردستانية منها، ما أدى إلى قيام الفرمان ال74.

خامساً، التعمد في تهميش ممثلي المقاومة الإيزيدية، بشخصية القائدين الميدانيين حيدر ششو وداوود شيخ جندي، لأسباب نتركها لراعي المؤتمر ولجنته التحضيرية والشخصيات المبادرة إليه، وأولها االسيدة البرلمانية فيان دخيل، بحسب بيان نشر في أكثر من موقع وعبر أكثر من جهة إعلامية.

سادساً، تهميش دور المجلس الروحاني الإيزيدي الأعلى، كأعلى مرجعية دينية إيزيدية.

عن “قوة جماية شنكال”
القائدان الميدانيان، حيدر ششو وداود شيخ كالو

المكتب الإعلامي ل”قوة حماية شنكال”

هولير، 08.02.2015